مواجهة الإرهاب: المسؤولية المنسية!!

مواجهة الإرهاب: المسؤولية المنسية!!

بقلم: خالد الفضلي رئيس هيئة الفكر والإرشاد

عدن- المركز الإعلامي لقوات الحزام الأمني

في حادثٍ أليمٍ جديدٍ بمحافظة أبين، حاولت عناصر الإرهاب أن تعبث بأمن الوطن الجنوبي عبر هجومٍ غادرٍ استهدف جنود اللواء الأول دعم وإسناد في مديرية المحفد، مستخدمةً السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة.
لكن أبطالنا تصدّوا ببسالة، وأفشلوا الهجوم، ودحروا المعتدين، وكتبوا بدمائهم ملحمة صمودٍ جديدة في وجه تنظيمٍ لا يعرف إلا لغة الدمار والخيانة.

غير أن خطورة الحادث لا تقف عند حدود الميدان، بل تمتد إلى فكرٍ منحرفٍ يسعى إلى تفجير العقول قبل المتفجرات، وتدمير الأوطان باسم الدين.
ومن هنا، فإن مسؤولية الدولة والمجتمع معًا أصبحت مضاعفة، لأن المعركة اليوم فكرية بقدر ما هي أمنية، وحماية الأوطان لا تكون بالسلاح وحده، بل بتحصين العقول وغرس الوعي في النفوس.

يا أبناء الجنوب الأوفياء، إن المسؤولية اليوم باتت على عاتق الجميع.
على مؤسسات التعليم والإعلام والمساجد أن تؤدي دورها في تحصين الفكر وتصحيح المفاهيم، وكشف زيف الجماعات التي تتستر بالدين لتبرير الإرهاب.
فالفكر لا يُواجه إلا بالفكر، والوقاية خير من العلاج، وهي تبدأ من الكلمة الصادقة، والبيت المتماسك، والمدرسة المؤمنة برسالتها.

أما المجتمع، فعليه أن يكون شريكًا فاعلًا في حماية الوطن من الفكر الضال، وذلك بمراقبة الأبناء، وفتح الحوار معهم، والإبلاغ عن أي نشاطٍ مشبوه.
فالإرهابي لا يولد قاتلًا، بل يُصنع بالتغرير والتزييف، ويُغسل عقله بالشعارات المضللة حتى يُصبح أداةً في يد أعداء الدين والوطن.

وإلى شباب الجنوب نقول: أنتم درع البلاد وسياجها المنيع، فاحذروا دعاة الفتنة الذين باعوا دينهم ووطنهم، وأحرقوا أبناء الأمة وقودًا لمعاركهم الخاسرة.
واعلموا أن الإسلام بريء من كل تفجيرٍ وغدرٍ وقتلٍ للنفس المعصومة، وأن الجهاد الحق هو في حماية الأمن، وبناء الوطن، وخدمة الناس، ونشر الخير.

إن الإرهاب لا وطن له، ولا دين له، ومواجهته مسؤولية الجميع: من الجندي في الميدان، إلى الأب في بيته، والمعلم في مدرسته، والإعلامي في قلمه.
فالمعركة ضد الإرهاب مشروع وطني متكامل يشترك فيه الجميع — البيت، والمدرسة، والمسجد، ومؤسسات الدولة من تعليم وإعلام وأمن ومجتمع.
فلنقف صفًا واحدًا في وجه الفكر المنحرف، حمايةً لديننا، وصونًا لأمننا، وحفظًا لمستقبل أجيالنا.

إنها المسؤولية المنسية التي يخسر فيها الوطن إن أُهملت، والمشروع الذي لا يحتمل التأجيل، فكل تأخيرٍ في الوعي هو مساحة جديدة للفكر المنحرف لينتشر.
فلنكن على قدر الأمانة، ولنعمل جميعًا يدًا بيدٍ لتبقى أوطاننا آمنةً مستقرةً مطمئنة.

> اللهم احفظ بلادنا من كل سوء، وارحم شهداءنا، واشفِ جرحانا، وانصر جنودنا المرابطين، وردّ كيد الأعداء في نحورهم..

شارك الخبر:
الأخبار