القائد الاستثناء عبد اللطيف السيد … وفعل الخلود….!
مقال للدكتور باسم منصور الحوشبي
عدن/ المركز الإعلامي لقوات الحزام الأمني:
حملتْ كارثيَّة مشروع وحدة الشؤم مع الجمهورية العربية اليمنية ( الشمال) كل عنوانات اللؤم والدمار على شعب الجنوب؛ ومن تلك العنوانات تبيئة الإرهاب السياسي في الجنوب وتحريكه وقت الطلب لتقديم الجنوب للعالم بأنه بيئة حاضنة للإرهاب؛ بهدف تلقي أشكال الدعم أولا ثم استمرار احتلال الجنوب تحت مبررات كثيرة ومنها قوى الإرهاب السياسي.
عانت أبين وتعاني وكانت أكثر المحافظات التي دفعت فاتورة دماء مكلفة من أبنائها ولم تزل تعاني من فكر مصطنع دخيل بشخوصه وفكره المنحرف على ثقافة أبين وتاريخها العتيق ومواقفها المشرفة عبر مراحل التاريخ … فلقد أراد عفاش ومراكز قواه الإجرامية أن تتشوّه صورة أبين خاصة والجنوب عامة فلم يفلح وخابت ظنونه وأمنياته.
ومن نافلة القول هنا الإشارة بأن نتائج حرب صيف 1994م وما تركته من ويلات على شعب الجنوب قوبلت برفض ومقاومة منذ الوهلة الأولى وتوسعت دوائر الرفض، وتكشَّف أن الشمال لم تكن غايته من التوقيع على مشروع الوحدة إلا جفرافيا الجنوب من خلال الممارسات التي مارسها في تدمير الإنسان في الجنوب بكل الوسائل ولم يدرك عفاش أن حرب صيف 1994م كانت بداية نهايته.
ولعل السرد عن تاريخ مسيرة الحراك السلمي والتضحيات قد توجِّتْ بميلاد المجلس الانتقالي الجنوبي في الرابع من مايو 2017م وتفويض الرئيس القائد عيدروس الزبيدي قد مثَّل تحولا استراتيجيا في مسار قضية شعب الجنوب لاسيما بعد كسر عدوان عفاش والحوثي على الجنوب في2015م.
ومن المكاسب التي تحققت لشعب الجنوب في مسار استعادة دولته؛ استعادة المؤسسة العسكرية والأمنية ويعود الفضل لله أولا وللرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية الذي عمد لتأسيس واستعادة مكانة هذه المؤسسة المهمة منذ ما بعد احتلال الجنوب الأول والثاني إيمانا منه بأنها الضامن الأساس لكل المكاسب التي تحققت وستتحقق.
كان الشهيد البطل المقدام عبد اللطيف السيد أحد أهم أبطال الجنوب وهذه المؤسسة وقادتها الأوفباء، والذي أخذ على عاتقه مهمة تعقّب قوى الإرهاب وضرب أوكارها واستئصالها.
لقد شكَّل خلود الفعل لديه مصدر إرباك ورعب لدى قوى الإرهاب المتخادمة فكانت محاولات كثيرة تستهدفه.
كان قائد حزام أبين عبد اللطيف السيد شديد البأس مقداما لا يحسب للموت حسابا … فهو من قرر أن تختم حياته بخلود نحو الشهادة لتنعم الأجيال برفاة العيش من بعده؛ فكان إقداما بلا وجل أو تردد حتى نال الشهادة بعملية غادرة جبانة لم نجرؤ على المواجهة وجها لوجه.
إن استشهاد السيد لم يكن إلا حياة أبدية؛ وهنا أثبت المجلس الانتقالي الجنوبي بهؤلاء الأبطال وصنيع فعلهم بأنه الأصدق في تحالفاته مع العالم في حروبه على الإرهاب وتخادماته… وبالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوببة ضمان ليس للجنوب فقط بل للمنطقة والعالم من تهديدات باتت اليوم أكثر خطورة على الأمن والسلم الدوليين وقد حذر منها المجلس الانتقالي الجنوبي مبكرا.
أرتقى عبد اللطيف السيد نحو الخلود شهيدا بسجل حافل من البطولات مجسدا سيرة فداء لوطنه الجنوب حريٌّ أن يستلهم منها الدروس ويقتدى بها وليس أدلُّ على ذلك نعي العالم له.
أصدق العزاء لشعب الجنوب كافة ولذويه خاصة بهذا المصاب الجلل…ونسأل الله أن يتقبله شهيدا…وإنا لله وإنا إليه راجعون….
في ذكرى استشهاد القائد عبد اللطيف السيد….
العاشر من 10 أغسطس 2023م.